قصيدة (أهل العزم)
المتنبي
على قدر أهل العزم تأتي العزائـم
وتأتي على قدر الكرام المكـارم
وتعظم في عين الصغير صغارهـا
وتصغر في عين العظيم العظائـم
يكلف سيف الدولة الجيش همـه
وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي .............. وأسمعت كلماتي من به صمم
كم تطلــــبون لنا عيـــــبًا فيعجزكم ............ويكره المجد ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي ...........أنا الثّريا وذان الشيب والهرم
وإذا أتــــتك مذمتي من نـــــاقصٍ .............فهي الشــــهادةُ لي بأني كامــلُ
و احرَّ قلباه ممن قلبهُ شــــــــبمٌ .......ومن بجسمي وحالي عنده شضم
يا أعدل الناس إلا في معاملتــي .....فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
المجد عُوفي إذ عوفيت والكرم ......وزال عنك إلى أعدائـــــــــك الألم
يا من يعزُّ علينا أن نفارقهــم ..........وجداننا كلُ شيءٍ بعدكم عدمُ
إن كان سرّكم ما قال حاسدُنا .........فما لجرحٍ إذا أرضاكم ألـــــمُ
ألْيَوْمَ عَهدُكُمُ فأينَ المَوْعِدُ؟ هَيهاتِ ليسَ ليَوْمِ عَهدِكُمُ غَدُ
ألمَوْتُ أقرَبُ مِخْلَباً من بَيْنِكُمْ وَالعَيشُ أبعَدُ منكُمُ لا تَبعُدُوا
إنّ التي سفَكَتْ دَمي بجُفُونِها لم تَدْرِ أنّ دَمي الذي تَتَقَلّدُ
قالَتْ وقَد رَأتِ اصْفِراري من بهِ وَتَنَهّدَتْ فأجَبْتُها المُتَنَهِّدُ